عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2013م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-03-2013, 10:21 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر

    كيف بنى الملياردير الهندي موكيش أمباني أغلى منزل في العالم؟برج من الصلب والزجاج يضم 27 طابقا وقيمته تصل إلى مليار دولار
    Quote: نيودلهي: براكريتي غوبتا
    يملك أثرى أثرياء الهند، موكيش أمباني، أغلى منزل في العالم وتقدر قيمته بأكثر من مليار دولار.
    ويتمثل المنزل في أحدث برج سكني في مومباي بضاحية يقطنها فائقو الثراء، وهو عبارة عن برج من الصلب والزجاج يضم 27 طابقا ويحمل اسم «أنتيليا»، وهو اسم جزيرة أسطورية بالمحيط الأطلسي.

    وقد اكتمل بناء هذه القلعة الحديثة بعد 7 سنوات من العمل، وتحمل فوق قمتها مهابط تسع 3 طائرات مروحية واكتسبت لقب أغلى مقر إقامة لفرد على مستوى العالم.

    ويأتي تصميم البرج السكني في صورة مصاطب فوق بعضها البعض، وأحواض للسباحة وحدائق معلقة.

    ويقال إن مساحة الأرض الخاصة بالبرج تفوق نظيرتها في قصر فرساي. ويبلغ ارتفاع سقف الحجرات ضعف ما هو موجود بالمباني الأخرى في المنطقة. وعليه، نجد أن ارتفاع البرج المؤلف من 27 طابقا يصل إلى 173 مترا، رغم أنه عادة ما يضم مبنى بمثل هذا الارتفاع 60 طابقا. يوجد بالمبنى 9 مصاعد ودار سينما وقاعة رقص مزينة بالكريستال وغرف «آمنة» و6 طوابق مخصصة كباحة للسيارات.

    على مدار عقود، ظل آل أمباني الأكثر شهرة بين العائلات التجارية الهندية. وكان الأب، دهيروبهاي أمباني، أحد أقطاب رجال الأعمال بالبلاد وكافح حتى خرج من براثن الفقر إلى قمة الثراء، وبعد أن كان يسكن في الأزقة الضيقة الفقيرة نجح في بناء شركة «ريليانس إندستريز».

    واليوم، تحتل الشركة المرتبة الأولى عالميا كأكبر منتج لألياف وخيوط بوليستر، وتشكل نحو 15% من إجمالي صادرات الهند، طبقا للتقرير السنوي للشركة. وورث موكيش وأنيل، نجلا دهيروبهاي، الإمبراطورية التي بناها والدهما وقسماها واشتعلت بينهما خلافات امتدت لسنوات طويلة، منها خلاف وقع بينهما مؤخرا حول حقوق استغلال بئر غاز طبيعي تسبب في تدخل رئيس الوزراء بتوجيهه توبيخا رسميا لهما، قبل أن تصدر المحكمة العليا الهندية حكمها لصالح موكيش.

    يعد موكيش أمباني، 53 عاما، رابع أغنى رجل بالعالم وتقدر ثروته الشخصية بين 27 و29 مليار دولار. وقدرت مجلة «فوربس» أنه في طريقه لأن يكون أثرى أثرياء العالم بحلول عام 2014. وكانت آخر مرة تناولت فيها وسائل الإعلام البذخ الشديد لموكيش أمباني عندما اشترى طائرة نفاثة طراز «إيرباص» بقيمة 60 مليون دولار كهدية لزوجته في عيد ميلادها الـ44 عام 2007.

    وتضم «أنتيليا» حديقة معلقة ممتدة لـ4 طوابق يستقي تصميمها الإلهام من حدائق بابل المعلقة. وتساعد هذه الحديقة في المساعدة على الحفاظ على درجات الحرارة داخل المبنى السكني لطيفا في الصيف ودافئا في الشتاء. يذكر أن شركة «بيركينز ويل» الأميركية البارزة بمجال التصميم المعماري هي التي تولت تصميم البرج، بينما أشرفت شركة «هيرش بيندر أسوشيتس»، ومقرها أتلانتا، على التصميمات الداخلية.

    ويسود اعتقاد بأن تصميم البرج جاء متأثرا بـ«فاستو»، وهي نظرية هندية قديمة بعلوم البناء تشبه «فينغ شوي» في الصين، وتعمد إلى الحفاظ على مظهر وروح هندية مميزة في المباني.

    حاليا، يعيش موكيش أمباني في برج سكني مؤلف من 14 طابقا بضاحية كوف باراد الفاخرة في مومباي، مع أسرته المؤلفة من زوجته، نيتا أمباني، وأبنائه الثلاثة ووالدته، كوكيلابن أمباني. ويشاركه في المبنى ذاته شقيقه الأصغر، أنيل أمباني. ويعتقد أن موكيش أمباني وأسرته ووالدته لن ينتقلوا إلى منزلهم الجديد قبل أسابيع.

    بالنسبة للبرج الجديد، من الملاحظ أنه يضم الكثير من المنشآت المتنوعة والتصميمات اللافتة للأنظار. ولا يضم أي غرف أو أرضيات متشابهة، مما يعني أن المواد المستخدمة في أرضية غرفة ما لم تستخدم في بناء أخرى.

    تضم الطوابق الـ6 الأولى من المبنى باحة تسع للسيارات الـ168 التي تملكها الأسرة. أما الطابق التالي فهو البهو الرئيسي ويضم 9 مصاعد، بعضها خاص لخدمة المبنى. في الطابق الثامن يوجد مسرح يسع 50 فردا، بينما يضم طابق آخر صالة للرقص يغطي سقفها مجموعة من الثريا المصنوعة من الكريستال.

    وتضم طوابق أخرى سبا صحيا وصالة ألعاب رياضية واستوديو للرقص وأحواض سباحة ومنطقة مخصصة لصيانة السيارات، وغرفا للضيوف.

    ومن المقرر أن تقطن أسرة أمباني الطوابق الـ4 العليا التي تقدر مساحتها بنحو 37 ألف متر مربع.

    يرتفع البرج عاليا في سماء مومباي على نحو بارز، مما يتيح لسكانه المستقبليين منظرا رائعا يكشف جميع جنبات العاصمة المالية للبلاد، بما في ذلك أزقتها الضيقة، وكذلك ساحل البحر العربي. ومن الخارج، يبدو المبنى أشبه بكومة من الكتب مختلفة الأحجام.

    وقد صمم المبنى على نحو يجعله صامدا أمام التفجيرات والزلازل التي تصل شدتها إلى 8 درجات. واستعان موكيش أمباني بأنظمة أمنية عالية الكفاءة والكثير من الحراس لحماية منزله الغالي. ويبلغ عدد العاملين في خدمة المبنى وسكانه 600 فرد.

    وقال أحد رجال الأعمال، وهو رئيس لشركة اتصالات عن بعد: «شاهدت الكثير من المنازل الفخمة، بينها منزل لاكشمي ميتال (صاحب شركة أرسيلور ميتال)، لكن أنتيليا رائع حقا. وأتذكر أن المنزل يضم لوحة لبيكاسو فريدة من نوعها». وأضاف أن قاعة الرقص تبدو مذهلة ونسخة طبق الأصل من «ماندارين إن» في نيويورك.

    حتى هنا داخل العاصمة المالية الهندية التي يعاين سكانها يوميا التناقضات الصارخة بين الفقر والثراء، يبدو مبنى أمباني بارزا على نحو صارخ يفتح آفاقا جديدة أمام هذه التناقضات.

    من جهته، رفض أمباني التعليق على المبنى السكني الجديد وألزم المصممين المعماريين ومسؤولي التصميم الداخلي والآخرين المعنيين ببناء المبنى بتوقيع اتفاقات للحفاظ على سرية المعلومات المرتبطة بالمبنى، كما لو أنه يتخيل أن بإمكانه بناء حائط من السرية حول ناطحة سحاب تطل برأسها على البحر العربي. وكما هو متوقع، بدأت بعض التفاصيل المتعلقة بالمبنى في التسرب، وجرى التأكيد على أو نفي الكثير منها من قبل مصادر رفضت كشف هويتها.

    أما مومباي، فقد استقبلت البرج الجديد بمزيج من الدهشة والتنديد والغيرة تلخصت جميعها في تساؤل واحد: لماذا فعل ذلك؟ يذكر أن البرج يوجد في ألتاماونت رود، وهو الشارع السكني نفسه بجنوب مومباي الذي انتقل إليه الأب بأسرته بعد نجاحه في الخروج بهم من دائرة الفقر.

    وأعرب هاميش مكدونالد، الذي يتناول التأريخ لسيرة الأسرة في كتاب جديد بعنوان «ماهابهاراتا في البوليستر: صعود أغنى شقيقين بالعالم وخلافهما»، عن اعتقاده بأن هذه الخطوة «تعد بمثابة عودة انتقامية إلى المكان الذي شهد انتقال الأسرة إلى الطبقة المتوسطة. ويبدو لسان حال موكيش وكأنه يقول لمن حوله: إنني ثري ولا آبه بما تقولون عني». وكان لأغنى منزل بالعالم نصيبه من الخلافات، فمنذ البداية واجه مشكلات، ففي عام 2007، أصدرت حكومة ماهاراشترا قرارا يقضي بعدم قانونية البرج السكني بعد تلقيها شكاوى بعدم أحقية «لجنة الوقف»، المالك السابق للأرض، في بيعها.

    ورغبت حكومة الولاية في أن تعيد اللجنة استحواذها على الأرض، التي كانت تخص سابقا «صندوق دار كريمبهوني للأيتام». وأصدرت اللجنة بالفعل مذكرة تحمل هذا المعنى. إلا أن البناء بدأ بعدما حصل موكيش أمباني على خطاب يعلن عدم الاعتراض من قبل اللجنة مقابل 1.6 مليون روبية.

    كما أثارت مهابط الطائرات فوق سطح المبنى اعتراضات من جهات معنية بالبيئة. وكان سلاح البحرية أول من اعترض معلنا أنه لن يسمح ببناء مثل هذه المنشآت على أسطح المباني المرتفعة في مومباي.

    وبعثت وزارة البيئة خطابا إلى محكمة مومباي العليا تفيدها بأنها لا تؤيد بناء مهابط طائرات مروحية جديدة بمومباي لأنها تنتهك القواعد المرتبطة بمستوى الضوضاء المسموح به. ورغم ذلك، نجحت أنتيليا في النجاة من جميع هذه العقبات.
    من صحيفة الشرق الاوسط
                  

02-03-2013, 10:35 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    صورة المبنى الأغلى في العالم


    Uploaded with ImageShack.us
                  

02-03-2013, 10:53 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    موكيش أمباني.. حكاية وريث هندي خلق من ملياري دولار ثروة من 43مليار


    Quote:
    ادة يوصف ورثة الثروات بالمحظوظين في الحياة. إذ يكفي أنهم يولدون وملعقة الذهب في فمهم، وفي حسابهم المصرفي ملايين الدولارات. لكن لثروة موكيش أمباني الموروثة وحظه في الحياة طعم آخر. فرجل الأعمال الهندي عرف كيف يستغل أسواق بلاده الناشئة، ليحول مصانع حجمها لا يتعدى الملياري دولار إلى مجموعة قيمتها السوقية اليوم تخطت الـ100 مليار دولار. موكيش، وهو أمباني الابن، لم ينظر إلى الإرث المالي كثروة بل كمسؤولية وعمل. فوالده ساهم بشكل كبير في صقل شخصيته منذ نعومة أظافره. لم ينتظره حتى ينهي دراسته الجامعية لتسليمه إدارة أحد أقسام الشركة على الأقل، بل أجبره على العمل كموظف صغير في الشركة، ليدفع قسط جامعته من راتبه الشهري. لم يميزه عن بقية العمال، فتنقل بين الأقسام ليدرك أسلوب عملها من الألف إلى الياء. ثابر فوصل. وصل إلى اليوم الذي ورث فيه «ريلاينس»، أكبر شركة هندية مملوكة للقطاع الخاص. وكما والده، لم يرغب أمباني بالنجاح المنفرد في عالم البيزنس، فأشرك شقيقه الأصغر أنيل في تذوق طعم الوصول إلى القمة. لتتعدى ثروة الأول الـ43 مليار دولار والثاني الـ41 مليار دولار، محتلين المركزين الخامس والسادس عالميا على لائحة مجلة فوربس الأميركية لمليارديرية العالم في عام 2008. فمن هو هذا الوجه الذي يعكس صورة الهند الناشئة، والذي استلم قطاع الصناعة في الشركة ليدع لأخيه قطاع النفط؟ يقول موكيش أمباني، في أحد اللقاءات الصحفية النادرة، جملة تلخص مسيرة حياته المهنية بشكل كبير، وربما مسيرة حياة ملايين الهنود: «نؤمن بالأساس في أن نمونا هو طريقة حياة، لذا علينا النمو في جميع الأزمنة». ولد موكيش في 19 أبريل عام 1957 في العاصمة اليمنية صنعاء. فهو ابن أحد أشهر رجال الأعمال في الهند، ديروباي أمباني، الذي كان يدير أعمال مقاولات بين مدينتي مومباي وصنعاء. ويتحدث موكيش عن هذه الفترة، فيقول: «في صغري، عشت في عائلة صغيرة متماسكة. كنت الابن البكر، مما منحني بعض الامتيازات. والدي كان يتنقل بين عدن في اليمن وبوليشوار في مومباي». طفولته النشيطةطبعت أيام طفولة أمباني حياته بأكملها. وحسب شهادته الشخصية في مقابلة صحفية، كان أفراد عائلته قريبون جدا من بعضهم البعض، وعادة ما يتركه والداه مع أشقائه الثلاثة يفعلون ما يشاؤون. ويروي: «تختلف طفولتنا عن طفولة جيل اليوم. إذا تركك أهلك بمفردك يمكنك اكتشاف قدرتك الحقيقية. أذكر أن والدي لم يزر يوما مدرستنا، بل اهتم فقط بالبيئة العامة التي نتربى فيها، لا بالتفاصيل». ويتحدث أمباني عن والده في هذه المرحلة: «كان يمارس الهوكي وكرة القدم ويعشق مشاهدة مباريات رياضية. يحب السفر في الباصات والقطارات ليتعرف أكثر على مومباي". وعاش أمباني أول سنينه متنقلا بين اليمن ومومباي. وفي صيف كل عام، كان يقصد وأهله إحدى القرى الهندية ليقيموا المخيمات فيها.هذه التنقلات بين الناس ومشاهدة القرى ساهمت في صقل شخصية أمباني الاجتماعية. بالإضافة إلى أن والده كان يحدثه منذ نعومة أظافره عن البزنس وفن المقاولات والصفقات. فأحب عالم الأعمال، الذي ما لبث أن انخرط في حناياه خلال الصفوف الثانوية. فمنذ سن الخامسة عشرة، بدأ أمباني العمل مع والده، ليمضي ساعات طويلة في مكتبه خلال إجازة نهاية الأسبوع. ويروي عن هذه الأيام: «باختصار، ريلاينس كانت حياة والدي. لكنه على الرغم من انشغاله الدائم، كان يتفرغ كل يوم أحد لزوجته وأبنائه». متأثر جدا بوالده، الذي قال عنه الصحافي الأسترالي هاميش ماكدونالد في كتابه «أمير البوليستر» أنه بدأ حياة فقيرا جدا في مومباي، أحب أمباني الطبيعة كثيرا. فكان يقضي أوقات فراغه بين أشجار الغابات وصخور الوديان، مفكرا حالما بالمستقبل الذي ينتظره. دراسته الجامعيةيعتبر أمباني أن لا شيء تغير في حياته منذ طفولته. ويقول في مقابلة مع مجلة «ماني لايف» الأميركية: «من وجهة نظري لم يتغير شيء في حياتي منذ 3 عقود، خصوصا في الطبع وطريقة العيش». ويضيف: «لكن هناك دروسا عدة تعلمتها خلال مسيرتي». ومن هذه الدروس كيفية اتخاذ القرار. وأولها كان عندما اختار تخصصه الجامعي. ودرس أمباني الهندسة الكيماوية في جامعة التكنولوجيا الكيماوية، التي أصبح اسمها اليوم جامعة مومباي. ويقول عن هذا القرار: «لم يكتشف أحد في عائلتي أهمية هذا التخصص بالنسبة لشركة ريلاينس. لقد درست هذا التخصص لأنه كان من المتوقع أن يكون المستقبل. لقد لفتتني في شبابي جملة قالها أحد الممثلين في فيلم المتخرج، الذي حظي بشعبية كبيرة في وقتنا. تقول العبارة هناك مستقبل عظيم أمام صناعة البلاستيك، وأعتقد أنها رسخت في ذهني». وهذا القرار عاد بالمنفعة الكبيرة على أمباني الذي كان ينظر إلى المستقبل بعين الباحث والمثابر. وتبع نصيحة والده في جميع أعماله: «دائما استثمر في صناعات المستقبل، واستثمر في المهارات». منذ أن بدأ دراسته الجامعية، انخرط أمباني في شركة ريلاينس كموظف بدوام كامل. كان ينهي صفوفه الساعة الثالثة بعد الظهر، ليقصد مباشرة المكتب. في هذه الفترة، كان والده يعمل في الولايات المتحدة. وما لبث أن تبعه إلى أميركا ليتابع دراساته العليا في جامعة ستانفورد لإدارة الأعمال، حيث حصل على شهادة الماجستير. ويروي أمباني: «كنت محظوظا جدا لاختياري من قبل إدارة الجامعة الهندية لمتابعة دراستي في واحدة من أكثر 3 جامعات شهرة في مجال الأعمال. وأنا اخترت ستانفورد». وفي الولايات المتحدة، تأثر أمباني كثيرا بأساتذته، خصوصا بروفيسور العلوم الاقتصادية والمالية بيل شاري، حامل جائزة نوبل للاقتصاد. بداياته المهنيةخلال دراسته في ستانفورد، حصلت شركة ريلاينس على رخصة لتصنيع مادة البوليستر. فما كان منه إلا أن اشترك في برنامج تدريب أطلقته الأمم المتحدة للمحترفين الماليين، ثم عاد إلى الهند ليعمل على تطوير فكرة إنتاج البوليستر. كان ذلك في عام 1981. حينها كانت إدارة الشركة تعتمد سياسة الأبواب المفتوحة. فتمكن أمباني من التنقل بين الأقسام وحضور اجتماعات مختلفة والمشاركة في نقاشات عدة. لكن والده لم يعينه مديرا بل عينه موظفا تحت إشراف مدير أعمال البوليستر في الشركة يدعى راسيكباي. وفي بداية ثمانينات القرن الماضي، كانت صناعة النسيج توفر 60 إلى 70 في المائة من أرباح الشركة. وعندها، بدأ أمباني في وضع برنامج لتطوير قطاع البوليستر. وساهمت خلفيته الجامعية في ذلك، خصوصا في تصميم هيكليات إنتاج وتنظيم دورات العمل وتحفيز الموظفين. وتأقلم أمباني في العمل منذ اليوم الأول له في الشركة. وما هي إلا سنوات قليلة حتى اقترح فكرة طرح الشركة لاكتتاب عام لتحصل ريلاينس على السيولة الضرورية لتوسعها في خطوط الإنتاج، خصوصا أن البنوك الهندية كانت تمارس بعض المضايقات لتمويل مشاريع الشركة. وهنا أجبره والده على إعادة هيكلة المجموعة شريطة عدم طرد أي موظف. لذا، حاول أمباني إخراج أفضل ما عند كل موظف بطريقته الخاصة. معالجة الأزماتفي عام 1984، تعرضت شركة ريلاينس لأزمة مالية بعد صراع مع الحكومة الهندية ووسائل الإعلام الرسمية. وأصيب في هذه الفترة والد أمباني بنوبة قلبية أبعدته عن عمله. كما توفي في 30 أغسطس من العام نفسه راسكباي معلم أمباني. فاضطر هذا الأخير لتحمل المسؤولية محل مديرين في الوقت نفسه. واعتمد أمباني على المهارات البشرية التي صقلها بالتدريب والتعليم ومنح الموظفين والمهندسين ثقته لينقذ الوضع. ويروي عن هذه الفترة: «لم يكن هناك ضرورة لأي تشنج. فالصورة بمجملها استقرت في ذهني. وهنا ظهرت قوة نظام الأبواب المفتوحة في الشركة. فلو كنت احتفظت بكل شيء وراء أبواب مقفلة، لكان الوضع أصعب. وبفضل الموظفين الممتازين، نجحنا بإبقاء خط إنتاج البوليستر فعالا ضمن خطة تنفيذية إنقاذية». وسرعان ما تعافى والده في بداية فصل الشتاء بعد أن نجح أمباني في تخطي هذه المرحلة الصعبة من خلال إدارة حكيمة والاعتماد على الموارد البشرية أكثر من الموارد المالية. أسلوبه في العملبعد تحويل خطوط الإنتاج من صناعة النسيج إلى صناعة خيوط البوليستر، توجه أمباني نحو صناعة البتروكيماويات، «صناعة المستقبل»، كما يصفها. ومع هذه العملية، بدأ بتأسيس 60 مصنعا، مدخلا إليها التقنيات الحديثة المختلفة، مما رفع الطاقة الإنتاجية من أقل من مليون طن إلى أكثر من 12 مليون طن سنويا. وكذلك، حاول أمباني خلق بيئة ملائمة ومحفزة على العمل، فجعل جميع الموظفين سواسية في الحقوق، لئلا تعتمد الشركة على طاقات أفراد بل على طاقة فريق العمل. وفي الوقت الذي كانت فيه الشركات المنافسة لريلاينس تشتري رخص لشركات بنصف مليون دولار، قرر أمباني شراء شركة «دوبون» الأميركية بـ5 ملايين دولار، «لأننا أردنا العمل مع أفضل ناس»، على حد تعبيره. وقرر إرسال وفد من الموظفين الشباب الذين لم يتخط عمرهم 25 عاما ليتدربوا عند خبراء «دوبون» ويتعرفوا على كيفية إدارة العمليات وترتيب الأنظمة الكيماوية. وفي بداية التسعينات، استلم شقيقه أنيل رئاسة عدد من الشركات في مجموعة ريلاينس، وركز على قطاع الطاقة والنفط. واعتمد الشقيقان على مبدأ تسويق شركاتهما بشكل كبير مما سمح بتعظيم أموالها ونموها السريع. روح المنافسة في عام 1992، انفتح الاقتصاد الهندي أمام الشركات الأجنبية والعالمية. ووضع أمباني خطة للمنافسة الشرسة القادمة من الخارج، لا بل «عشقت المنافسة لأنها تحفزني على العمل أكثر فأكثر»، حسب ما يقول. ويضيف في هذا الإطار: «كان يراودني هاجس الفوز على التايوانيين والكوريين الذين كانوا ملوك صناعة البوليستر في السبعينات». فعلى الرغم من التضييق الذي تعرضت له الشركة من السلطات الهندية بين عامي 1985 و1991، استطاعت ريلاينس للصناعات زيادة إنتاجها بشكل كبير. وعمل أمباني على تجويد المنتجات استعدادا للمنافسة. كما استطاع تخفيض التكاليف مستفيدا من ميزة أن السوق الهندي يتمتع بيد عاملة ومواد أولية رخيصة نسبيا. وهذا ما شكل عاملا مساهما لمنافسة بقية الشركات من الدول الآسيوية الأخرى. وقد صمم أمباني خطة تنفيذية استلمها 300 موظف مدربين أفضل تدريب، حتى يبنوا شركة تنافسية بكل ما في الكلمة من معنى. ويكشف أمباني في أحد اللقاءات الصحفية أن مرجعيته في تطوير الشركة كانت الشركات الأميركية. نحو قطاعات مختلفةعلى الرغم من أرباح شركة ريلاينس من صناعة المواد الكيماوية وأبرزها البوليستر، لكن أمباني قرر استثمار السيولة والفوائض المالية في قطاعات مختلفة. فبدأ بإعداد خطة توسعية لهذا الغرض. وفي نهاية التسعينات، جلس والده إلى جانبه وسأله: «إنه دورك اليوم، ماذا تريد أن تفعل في الشركة؟». فأجابه أمباني: «أرغب في استثمار تدفقات أموال الشركة في قطاعات تأتي بالنفع لملايين الهنود». وهنا، ولدت فكرة تأسيس واحدة من أكبر شركات الاتصالات في الهند اسمها «ريلاينس للاتصالات». واليوم تحول اسم الشركة إلى «ريلاينس إنفوكوم»، كما انتقلت إدارتها إلى شقيقه أنيل. إلى ذلك، قرر أمباني الاستفادة من سوق التجزئة الضخم في الهند، فدخل القطاع لكن من باب مختلف: نظرا لأن 28 في المائة من إجمالي الناتج المحلي يأتي من الزراعة وأكثر من 60 في المائة من السكان يعتمدون عليها كمصدرهم الأول للدخل، سعى أمباني لإدخال التكنولوجيا إلى هذا القطاع لزيادة إنتاجية المزارع. والتقنية الحديثة كانت تنقص المزروعات الهندية لتكون تنافسية أمام الزراعة في أوروبا والولايات المتحدة. ونجح «المبتكر الهندي» بخطته التي أدرت أموالا ضخمة على المزارعين وبالتالي على شركته. حياته اليوم كجميع كبار رجال الأعمال العالميين، أسس أمباني جمعية خيرية تحت إدارة زوجته نيتا أمباني. فهي التي تهتم بالأعمال الخيرية والاجتماعية التي تنفذها شركة ريلاينس للصناعات. وأنجبت له نيتا صبيين (أكاش وأنينت) وبنت واحدة (إيشا). ويحسب لأمباني قيادته لعملية تأسيس أكبر مصفاة نفطية في العالم في جامنغار الهندية، مع قدرة حالية على تكرير 660 ألف برميل يوميا. وهو اليوم يضيف إلى هذه المصفاة مشروعا بتروكيماويا ومحطة لتوليد الطاقة وميناء وبنية تحتية مرافقة مع استثمارات تخطت الـ26 مليار دولار. وكان أمباني أطلق أخيرا مبادرته العالمية تجمع شبكة من 5800 مركز أبحاث في العالم تغطي القطاع الطبي والزراعة والصناعة العضوية. وهو يملك اليوم 48 في المائة من شركة ريلاينس للصناعات، ويعيش مع زوجته وأولاده الثلاثة ووالدته كوكيلابن. وحسب موقع «بورتفوليو» على الانترنت، يتمتع أمباني بشخصية خجولة، لا يحب الظهور الإعلامي كثيرا. هندوسي ملتزم، لا يشرب الخمرة وطعامه مؤلف من الخضار والفاكهة فقط. ويفضل قضاء نهاره في المكتب متفاديا الخروج تهربا من الإزعاج. في عام 2007، نشرت بعض الصحف ووسائل الإعلام تقريرا يشير إلى أن ثروة أمباني تخطت الـ63 مليار دولار ليكون أثرى رجل في العالم ويليه كارلوس سليم حلو وبيل غيتس. لكن مجلة فوربس التي تصنف المليارديرية في لائحتها الشهيرة، صنفته في المرتبة الخامسة هذا العام مع ثروة لا تحرقها النيران. في المجلس الاستشاري لـ «الوطني»
    اختار بنك الكويت الوطني موكيش أمباني كأحد أعضاء مجلسه الاستشاري الدولي الذي يرأسه رئيس الوزراء البريطاني السابق جون ميجور، ويضم عددا من رجال الأعمال والسياسة والأمن حول العالم. ويجتمع المجلس مرة في السنة. وسبق أن حضر أمباني أول اجتماع للمجلس في الكويت بداية هذا العام.

    يبني أغلى منزل في العالم
    يعمل موكيش أمباني اليوم على بناء أغلى منزل في العالم، وتصل تكلفته إلى مليار دولار. فهو يسعى لبناء «تحفة نادرة»، على حد تعبيره. ونشرت الصحف منذ شهر ونيف خبر بناء هذا المنزل الذي صمم ليشبه ناطحات السحاب، ويضم حمام سباحة وغرف استقبال فاخرة وناديا صحيا ومسرحاً، ويعمل فيه 600 موظف على خدمته. وخصص لزائريه موقفا للسيارات يتسع لـ168 سيارة. ويبلغ طول المنزل570 قدماً ويتألف من 27 طبقة.

    أهدى زوجته في عيدها.. طائرة!
    في عيد ميلادها الرابع والأربعين، أهدى موكيش أمباني زوجته طائرة مترفة بمقصورات ألعاب وحمامات فاخرة. وقالت صحيفة «مومباي ميرور» ان الطائرة من طراز ايرباص، وسعرها 60 مليون دولار. وهي زودت بمكتب ومقصورة للألعاب وأنظمة موسيقى وتلفزيون متصل بالاقمار الصناعية ونظام اتصال لاسلكي. وتحتوي الطائرة أيضا على غرفة نوم رئيسية وحمام مع جاكوزي.

    منقول من: مارون بدران القبس الكويتية
                  

02-03-2013, 11:11 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    مبروك للهند!


    حسين شبكشي - الشرق الأوسط


    Quote: لا يوجد أحد منا لا يحب ولا يهوى ولا يستمتع بالقصة الجميلة ذات الفصول المثيرة والنهاية السعيدة، وخصوصا إذا كانت هذه القصة من صفحات الحياة وتنتمي إلى الواقع وليست من نسج الخيال فحسب. ومن القصص التي تنتمي إلى هذا القسم الجميل قصة نجاح مجموعة «تاتا» الهندية اليوم، وسط سلسلة لا تنتهي من التحديات والمتغيرات.

    بداية لا بد من الرجوع بالذاكرة إلى حقبة الستينات من القرن الميلادي الماضي، حينما عقد بالعاصمة البريطانية لندن معرض عالمي هائل تعرض فيه مختلف قدرات دول العالم من صناعات وخدمات ومنتجات، وكان المعرض برعاية زوج الملكة البريطانية إليزابيث الثانية الأمير فيليب، وقد قام شخصيا بقص شريط الافتتاح، وأثناء تجواله في ساحات المعرض وقف أمام جناح الصناعات الهندية وابتسم ابتسامة صفراء وقال ساخرا: «وهل هناك صناعات أصلا في الهند؟». اليوم شركة «تاتا» الهندية هي المصنع الأكبر في بريطانيا، أكبر من «بي إيه إي سيستمز» وأكبر من «رولزرويس».

    «تاتا» اليوم تمتلك إحدى أهم أيقونات الاقتصاد والصناعة في بريطانيا، فهي تملك شركات «لاندروفر» و«رنجراوفر» و«جاكوار» للسيارات، وكذلك تمتلك شركة «كوروس» للصلب، هي اليوم وباختصار شديد لديها 50 ألف موظف يعملون في 19 شركة في 40 مدينة وقرية في بريطانيا فقط، كجزء من إمبراطورية مترامية الأطراف والاهتمامات تبلغ مبيعاتها السنوية الـ54 مليار جنيه إسترليني.

    راتان تاتا قائد المجموعة الحالي الذي نقلها للعالمية وبقوة سيترك منصبه العام المقبل ليسلمها للمرة الأولى لأحد التنفيذيين من خارج الأسرة، وهو انتقال جديد ولافت لتكريس الحوكمة والاعتماد على القدرات المهنية، والتفريق بين الإدارة والملكية للشركات العائلية.

    الشركة التي تعمل في مجالات عدة ومختلفة من الفندقة (تمتلك الشركة مجموعة فنادق «تاج» العالمية) والملح والحديد التقنية الحديثة والمواصلات (تنتج الشركة سيارة «نانو» أرخص سيارة في العالم اليوم)، وكذلك تعمل الشركة بالطاقة والكابلات، ولكن اللافت في أداء هذه الشركة عبر تاريخها الغني والمهم هو اهتمامها بالعمل الاجتماعي وحس المسؤولية الاجتماعية المبكر في خططها، وإطلاق مشاريع تنموية في مجالات الصحة والطب والعلاج والجمعيات التعاونية، وأدت إلى إنشاء المدارس والمعاهد والجامعات المميزة. كان راتان تاتا سباقا في الرؤية الاجتماعية، كان تبرع في بدايات القرن الماضي لكلية لندن للاقتصاد لدراسة الفقر وتوابعه وخطورته على المجتمع، وكان هذا التبرع «نواة» نقدية استخدمتها الجامعة لتأسيس قسم الدراسات الاجتماعية.

    لا يوجد طعم أجمل ولا أحلى من الضحك الأخير، الهنود تحملوا عقودا طويلة من الإهانات والنظرة الدونية والاستعمارية من قبل «أسيادهم» الإنجليز البيض، ولكن مع مرور الوقت تغلبوا عليهم في لعبة الكريكيت، ثم احتلوا البقالات والمطاعم في بريطانيا، وها هم اليوم يصبحون أهم عضو في الاقتصاد البريطاني في صناعاته على أقل تقدير، مع عدم إغفال أن أثرى أثرياء الاقتصاد البريطاني اليوم هو رجل الأعمال الهندي وملك الصلب في العالم «ميتال» الذي يحتل قائمة الثراء لسنوات متتالية في التقييم البريطاني. الانتقام الهندي من الاستعمار البريطاني جاء خفيفا وهادئا وواثقا، ولكنه قاض وكامل، وأعتقد أن القصة الهندية كتب لها نهاية سعيدة لأن الهنود اختاروا طريق الإيمان بأنفسهم، واعتمدوا الديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية والاستثمار في التعليم والتقنية والفن والآداب، واحترام حقوق الجميع، وها هم يحصدون ثمار ما زرعوا، ويستحقون على ذلك التهنئة والاحترام الكبيرين.
                  

02-03-2013, 11:22 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    الهند المتجددة!
    red]
    حسين شبكشي - الشرق الأوسط

    Quote: علماء النفس وبعض خبراء تطوير الذات دائما ما ينصحون مراجعيهم بالعمل الدؤوب على إعادة اكتشاف الذات وتجديدها وتطويرها، وهي مهمة مثيرة ومليئة بالتحديات، والشيء اللافت أن هذه النصيحة تتبعها بعض الدول والشعوب. والأمم تسعى جاهدة تحت قيادة ناجحة وملهمة أن تعيد توظيف قدراتها ومواردها وطاقاتها لصالح هدف قومي عام تتحد عليه كل الجهود، وهو ما قامت به البرازيل وتركيا وكوريا الجنوبية وماليزيا وسنغافورة في السنوات الأخيرة بشكل ناجح ومبهر جعل من هذه الدول مضربا للأمثال، وباتت قصتهم تروى وتحكى على سبيل التعليم والتدبر والاستفادة. اليوم تسعى الهند جاهدة وبقوة على عمل ذات الشيء في إعادة اكتشاف نفسها وإعادة «موضعة» نفسها بين الأمم. فقديما كانت الهند راضية ومقتنعة بمكانتها كدولة «تنافس» باكستان وسريلانكا وبنغلاديش ونيبال وتقبل أن تقارن إنجازاتها مع هذه العينات من الدول المتواضعة، إلا أنه مع مرور الوقت واستمرار الإنجازات الهندية على مستوى الحريات والتعليم والاقتصاد والصناعة والخدمات وتزايد قيمة ووزن الجاليات الهندية في المهجر، وتحول الفنون والآداب الهندية إلى قوى ناعمة عالميا ومؤثرة وذات قيمة مضافة استثنائية لها.. تحول كل ذلك إلى أسباب مقنعة لأن تزداد الهند ثقة وقوة واعتزازا بنفسها وباتت تقارن نفسها بالتدريج مع الصين وروسيا ودول أهم وأكثر ثقلا مما ولد لديها الرغبة في المقارعة مع مستعمري البارحة من أوروبيين وغيرهم. الهند عانت الأمرين من النظرات العنصرية بحقها من الغرب المستعمر ومن الدول المجاورة ومن العالم الثالث. فالغرب المستعمر لم يأخذ الهند على محمل الاحترام والجدية وظل دائما ينظر إليها كسوق فيها مجاميع من البشر المتناحرة! أما العالم الثالث فكان ينظر للهنود على أنهم مجاميع مستغلة تسعى لتحقيق المكاسب على حسابهم، والعرب ظلوا هم أيضا ينظرون بنظرة دونية وشديدة العنصرية للهنود على أنهم جهلة وخدم أغبياء لا قدرة لديهم سوى أن يكونوا في المراتب الدنيا من الحياة، وبالتالي انعكس هذا الاعتقاد في تعاملهم الثقافي والفكري والسياسي والاقتصادي معهم.

    اليوم الهند قررت أن تعين في تشكيل طاقمها الوزاري مجموعة من الوزراء الشباب الذين لديهم نظرة حيوية «مختلفة» قادرة على منافسة الدول الصناعية الكبرى. وتسعى الهند جاهدة لأن تكون إحدى أفضل الديمقراطيات في العالم من ناحية الحوكمة الرشيدة وليس فقط الاعتراف بها كأكبر ديمقراطية في العالم فحسب، وتبذل الهند قصارى جهدها في محاربة الفساد وتطوير القضاء وإزالة الروتين وتدرك أن كل ذلك لو نجح سيكون عنصر جذب هائلا للمستثمرين في البلاد.

    الهند ستقدم على خارطة استثمارية هائلة في مجال الطاقة البديلة والسكك الحديدية والطرق والجسور والأنفاق لتحسين الرقعة التنافسية للبلاد أسوة بالصين وماليزيا وإندونيسيا وحتى روسيا التي سعت وتسعى لتطوير بلادها حتى تكون في وضع أكثر تنافسية لجلب الاستثمارات الأجنبية بشكل أفضل.

    الهند تعيد اكتشاف نفسها وبمشروع قومي كبير ينعكس على كافة القطاعات بلا استثناء، وها هي كأهم دول العالم في إنتاج الشاي تفتح سوقها لأهم سلسلة مبيعات القهوة «ستاربكس» دون أن يؤثر ذلك على اقتصاد الشاي، ولكنها تمنع دخول أخطبوط التجزئة (وول مارت) لما تراه تهديدا لمتاجرها بشكل كبير.

    الهند الجديدة القوية الواثقة ستكون أكثر فائدة لاقتصاد عالمي متوازن ومتنوع وتعطي الأمل والمثال لدول العالم الثالث الباحثين عن تجربة يمكن الاقتداء بها وتقليدها كنموذج واعد ومشرف.
                  

02-03-2013, 11:38 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    إبهار هندي جديد!

    حسين شبكشي - الشرق الأوسط


    Quote: الهند بلد مبهر وغير عادي، وعلى المستوى الشخصي لا يوجد بلد يستمر في نيل إعجابي ويجبرني على متابعة أخباره بلا أي توقف مثل هذا البلد العملاق. وطبعا من المعروف الآن الإنجازات التي لا يمكن أن يتم وصفها إلا بالمبهرة في مجالات مختلفة مثل التعليم والتقنية الحديثة والإنتاج الصناعي والخدمات المكتبية الخلفية والبرمجة والأدوية وغير ذلك، وطبعا في شتى مجالات الصناعة والخدمات، بل إن الهند تطورت مؤخرا لتصبح لاعبا مهما في قطاع السياحة والفندقة عبر سلسلة المطاعم والفنادق المهمة التي تمتلكها مجاميع هندية نجحت وتفوقت وانتشرت حول العالم. مع عدم إغفال الدور الهندي الكبير والناجح في الإنتاج الفكري بشتى صوره من أفلام سينمائية وبرامج تلفزيونية وموسيقى وكتب أصبح لها جمهور معروف بولائه ووفائه الهائل والمنتشر حول العالم.

    لكن ما اكتشفته مؤخرا أثار فضولي واهتمامي الشديد لأنه أكد لي مجددا أن الهند مستمرة في السير بخطى قوية لتكون دولة شديدة التأثير على المستوى العالمي وفي كل القطاعات.. ما اكتشفته هو أن الهند اليوم تحولت إلى قبلة العالم وعاصمته في التلقيح الصناعي لمن لديهم مشاكل في الإنجاب بمختلف أسبابه. الناس يأتون إلى الهند من كل أنحاء العالم بلا أي مبالغة، من لوكسمبورغ، من السعودية، من تنزانيا، من تايلاند، من الولايات المتحدة الأميركية، ومن أوزبكستان، وبأرقام مذهلة من الناحية العددية للمراجعين. هناك عيادات متخصصة في كل المدن الرئيسية والصغيرة في الهند يزيد عددها على 500 عيادة، وتتمركز بشكل رئيسي في كل من دلهي التي يراجعها مرضى من أفغانستان وإيران والعراق وأفريقيا وروسيا، وبومباي التي يراجعها مرضى من غرب آسيا والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وكندا وروسيا وبلجيكا ولوكسمبورغ والإمارات العربية المتحدة وعمان والسعودية واليمن.

    كذلك مدينة بوني التي يراجعها مرضى من أفريقيا والإمارات العربية المتحدة وعمان والسعودية واليمن، ومدينة بنغالور التي يأتي إليها مرضى من أفريقيا وسريلانكا وأميركا، وأخيرا مدينة تشياي التي يأتي إليها مرضى من أفريقيا وسريلانكا ونيوزيلندا وأستراليا وبريطانيا وغرب آسيا وماليزيا. وبالإضافة طبعا إلى «عدد» و«انتشار» العيادات المتخصصة في هذه المسألة الدقيقة هناك أيضا عنصر الخبرة التراكمية للعاملين في هذا القطاع، وطبعا هناك العامل الشديد الجاذبية وهو عنصر التكلفة التي تصل لنصف تكلفة الإجراءات نفسها في أوروبا على سبيل المثال، وهذا طبعا عنصر جذب كبير. وأعداد المراجعين تزداد بشكل هائل سببه كل هذه الأسباب الوجيهة جدا.

    وليس هذا هو المجال الوحيد المميز للهند في القطاع الطبي، فالهند خطت خطوات هائلة ومهمة جدا في زراعة الأعضاء وعلاجها، مثل القلب والكلى والكبد والرئة، وفي مسائل في غاية التعقيد وشديدة الدقة، ومع ذلك بات من الممكن الإشادة التامة بالتجربة الهندية ووضعها ضمن المراكز المحترمة والجديرة حول العالم. الهند اليوم تجرى فيها عمليات زرع كلى تفوق بكثير دولا تفوقها تقدما وتجربة، وكذلك الأمر بالنسبة للقلب والكبد، وتخطو بثبات وتألق في مجال زراعة الرئة، وكما هو معلوم فإنه المجال الأخطر والأصعب والأكثر تعقيدا وصعوبة بلا شك. وفي المجال نفسه تتفوق الهند بالتدريج في التعامل مع بعض سرطانات الدم ونوعيات محددة من الأورام.

    القطاع الطبي في الهند فيه عشرات الآلاف من الأطباء الناجحين جدا والذين باتوا يحتلون مراكز مهمة في كبرى المستشفيات الغربية الكبرى وفي أعقد المجالات وأصعب التخصصات، وبالتالي ليس غريبا أن يكون «الجسر» الموصول بين هنود المهجر - وهم كثر - وبلادهم الأم لتطوير القطاع الطبي يتسبب في مكاسب كبيرة وملموسة جدا.

    اليوم الخدمات الطبية في الهند تتطور بقوة شديدة (تماما مثلما تطور قطاع صناعة الدواء فيها وبات من ركائز الاقتصاد هناك). وحجم الاستثمارات التي تضخ في تجهيزات المستشفيات والعيادات يؤكد أن القطاع الصحي في الهند سيكون لاعبا اقتصاديا مهما وركيزة جديدة لتأكيد أن الهند باتت دولة محورية وبالتدريج في كل المجالات.

    القطاع الطبي كان دوما خط الفصل بين الدول الصناعية الأولى والدول الناشئة النامية، ويبدو بوضوح أن الهند شارفت على الانضمام للدول الصناعية الكبرى قريبا.
                  

02-04-2013, 00:01 AM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    هذه النماذج التي نقلتها اعلاه تمثل رمي حجر في بركة ساكنه وننتظر منكم المساهمة بالمزيد.............................. أدناه أنقل لكم تجربتي الشخصية ، المتواضعة، وهي حصيلة زيارة واحده فقط لشبه القارة الهندية

    الهند التي رأيت


    andnbsp;


    سافرنا الى الهند لفترة مدتها 45 يوماً سنة 2007 وأسأل الله أن يوفقنى لأضع بين يديكم هذه السطور مما شاهدته هناك من غرائب وطرائف وتناقضات فلا عجب فهذه هى شبه القارة الهندية! سيكون حديثى فى شكل محاور تشمل: السفر، البيئة، صلاة الجمعة، حركة المرور، دلهى ونيودلهى، تاج محل، الشاى والأكل، وسأحاول الإختصار فى كل محور بقدر الإمكان إن شاء الله.


    السفر:


    وصلنا مطار أنديرا غاندى الدولي حوالي الرابعة ص بتوقيت الهند على متن الخطوط الجوية الإماراتية من الخرطوم عبر دبي، ولسوء الفهم ربما، لم نجد مضيِّفنا عبر أفواج المنتظرين وعلمنا بعد ذلك أنه حضر إلى المطار الساعة 10م حيث تحط الرحلة الأولي للخطوط الإماراتية ولكننا كنا فى الرحلة الثانية التى تصل دلهى الرابعة ص، ولحسن الحظ وغرابة الصدفة وجدت فى الطائره عندما ركبنا من دبي صديق وزميل دراسة فى الجامعة وربما لم نتقابل منذ التخرج فجمعتنا الصدفة فى هذه الرحلة المثيرة. عندما يئسنا من وجود مضيِّفنا إضطررنا للذهاب مع ذلك الصديق حيث كانت سيارة صغيرة تنتظره فى الخارج لتقله للفندق فركبنا معه لنقضى ماتبقى من الفجر فى ذلك الفندق وفى الصباح نتصل بمضيِّفنا ، كان الفندق على بُعد ساعة من المطار وما إن طلعت الشمس حتى بدت لنا دلهى كما وصفها الأديب الطيب صالح فى مختاراته (للمدن تفرد وحديث:الشرق): "تزخر أمواج من البشر هم أهل الهند كما كانوا منذ قرون. تتدافع نحو مركز المدينة لتغرق الحلم الإمبيريالي الى الأبد. وهاهى ذى الطلائع ، أبقار مهملة ترعى فى الأحياء الراقية. من نافذة غرفتك ترى الحواة ينفخون فى مزاميرهم للأفاعى، وتري مشعوذين يوهمونك بأنهم يجعلون الناس يسبحون فى الهواء. تسمع صراخ الباعة وزحمة البشر، وخليطاً من الأنغام الهندية وموسيقي القِرَب الأسكتلنديه ومارشات عسكرية من أبواق نحاسية. والخلق حول المسجد الكبير، كأنهم فى يوم الحشر."


    بعد أن تناولنا الشاي، وللشاي حكاية ربما نأتى عليها فيما بعد، إتصلنا بمضيِّفنا الذى سرعان ماجاءنا فى الفندق واعتذر عن سوء الفهم الذى حدث وكان هو مسافراً من دلهى إلى مومباى فركنبا معه وفى الطريق أوضح لنا كل تفاصيل إقامتنا وبرنامجنا وبعد أن أوصلناه المطار أمر السائق أن يأخذنا الى حيث سنقيم، ولكن أين هو؟ هو على بُعد 90 كلم شمال دلهى فى مدينة صغيرة بولاية هاريانا تسمى بانى بات Panipat، الرحلة إليها أخذت قرابة الساعتين لأن الطريق السريع ضيّق الى حد ما، لكنه مفصول بأشجار مخضرّة (عادةً) ولا تكاد ترى من يسير فى الإتجاه المعاكس والخضرة ممتدة أيضاً على جانبى الطريق يقطعها أحياناً بعض المدن الحديثة (مجمعات سكنية ضخمة) وأحياناً مدارس أو مصانع أو معابد. أيضاً على طول الطريق توجد كافتيريات وكثير منها عبارة عن مظلة (راكوبة كبيرة) بها مقاعد بلاستيكيه والزبائن حولها، تشبه تلك التى تمتد عبر طريق الخرطوم - مدني، توقفنا فى إحداها لتناول وجبة خفيفة بعد عناء الطريق، ثم واصلنا المسير الى أن دخلنا باني بات وهى مدينة صغيرة ومزدحمة جداً بسبب بناء كبرى طائر بطول 8 كلم ليتخطى إزدحام المرور والتقاطعات مع الشارع السريع الذى سلكناه من دلهى ويسمى NH1 وتعنى National Highway No.1 أي الطريق القومي السريع رقم 1 والذى يربط دلهي بالولايات الشمالية حتى جامو وكشمير المتنازع عليها مع باكستان. NH1 أيضاً يعرف ب(G.T Road (وهى Grand Truck Road أى طريق الشاحنات العتيق) الهنود مغرمون بالإختصارات حتى فى صحفهم اليومية تجد بين كل كلمتين إختصار (، وبالفعل شاحنات من كل الأحجام تمر عبر هذا الطريق حاملة مختلف البضائع مسببة ضجة وزحام لا يطاق. أخيراً وصلنا الفندق الذى حُجِزَ لنا فيه وهو الوحيد ذو الأربعة طوابق فى المدينة ولكنه نظيف وجيّد وملحق معه مطعم وجبات سريعة لكن على الطريقة الهندية. من أول يوم إكتشفنا أن للفندق مشكلتان: الأولى أن الكهرباء تقطع بصورة متكرره وإن كانت لدقيقة أو إثنتين إلا أنها مزعجة وفى بعض الأحيان ربما تكون داخل المصعد فتعلق هناك حتى يعود التيار من جديد. المشكلة الثانية هى أن الفندق يطل على الG.T.Road حيث الإزعاج وأصوات أبواق السيارات التى لاتكاد تنقطع حتى ساعاترمتأخرة من الليل.على العموم تأقلمنا مع الوضع واستسلمنا للنوم بعد يوم أول متعب فى شبه القارة الهندية.


    البيئة:


    رغم الخضرة الممتدة عبر البصر ورغم ما أنعم الله به على بلاد الهند من سحر الطبيعة إلا أنهم لوّثوا هذه البيئة البكر بعدة عوامل منها, الصرف الصحي: فى معظم المدن الهندية الصرف الصحي عبارة عن قنوات مفتوحة تحيط بالمدينة ومن ثم تتدفق عبر قناة رئيسية للأنهار كما فى حالة مدينتا هذه حيث يصب صرفها فى نهر يامونا Yamuna ، هذا النهر يكاد يكون دُمِّر بالكامل خاصةً عند المدخل الشمالي لدلهى حيث جبال النفايات واضحة لكل مار بهذه المنطقة بالاضافة للروائح الكريهة المنبعثة حولها. حكى لى أحد الهنود أنه عندما يكون قادماً من مدينتنا تلك الى دلهى (مسافتهما 90كلم كما ذكرت سابقاً) فإنه يكون نائماً طوال الرحلة ولكن ما إن يشتم تلك الرائحة حتى يعلم انه أصبح على تخوم دلهى. أيضاً من عوامل التلّوث عوادم السيارات والشاحنات وهذه الأخيرة قديمة وجداً وغير مطابقة للمواصفات وبما أن السكان فوق المليار نسمة ولنفترض أن ثلث السكان فقط يملكون سيارات وشاحنات فلك أن تتخيل تلوث الهواء الناجم عن تلك الأعداد المهولة هذا غير أدخنة وأبخرة المصانع وما حادث بوبال الشهير ببعيد والذى يعد من أسوأ الكوارث الصناعية فى العالم. أيضاً هناك تلوّث ضجيج noise pollution سببه وسائل النقل حيث لا يكف سائقوا هذه البصات والشاحنات عن إستعمال البورى واللافت للنظر أن جميع الشاحنات كُتِبَ عليها من الخلف عبارة blow horn please أى من فضلك اضرب البورى! وذلك لتنبيه سائق الشاحنة إذا ضايقك على الطريق وهو لايتضجر أبداً من ذلك وأذكر جيّداً أن الشاب الذى كان يقود لنا ما ان تظهر أمامه شاحنة إلا ويظل ضاغطاً بيده على البورى مدة طويلة جداً حتى نزجره نحن فيكف عن ذلك.


    صلاة الجمعة:


    المسلمون فى المدن الشمالية قليلون جداً مقارنة بمدن الجنوب مثل حيدرأباد وغيرها، ففى هذه المدينة الصغيرة لم نلمح سوى مسجد واحد على مسافة بعيدة من الفندق الذى نقيم فيه فكنا نؤدى الصلاة مع بعضنا فى الغرفة وعند أول جمعة سألنا مضيِّفنا عن أقرب مسجد فأرسلنا مع أحد الهنود (غيرمسلم) لكنه يعرف مكان المسجد، تحركنا نحو المسجد بالسيارة عبر أزقة وحوارى غاية فى الإزدحام والكثافة السكانية وأحياناً الشارع بالكاد يتسع لسيارتين لكن رغم ذلك فإن سائقنا الشاب يسير بسرعة جنونية عبر هذه الأزقة غير مبالٍ بطلبة المدارس الذين يخرجون فى نفس الوقت (نهاية يومهم الدراسي) فيزداد الوضع سوء، فى النهاية وصلنا المسجد وهو عبارة عن بناء قديم من الطين وبه ضريح عرفنا فيما بعد أنه لأحد المشايخ إسمه القلندر، قبل أن ندخل وجدنا بعض الباعة بجانب باب المسجد يبيعون الورود فاقترحوا علينا الشراء لم نفهم لماذا واستنكرنا اقتراحهم هذا وعندما دخلنا خلف صاحبنا الهندى وجدنا أنفسنا داخل ضريح مكلل بالورود والناس تتبرك به وتلك إمراءة ساجدة بقربه خرجنا على الفور وقلنا لصاحبنا إن هذا ليس مسجد وبعد قليل إكتشفنا أن هنالك مسجدان هذا الذى به الضريح والآخر ملاصق له والغريب فى الأمر ان زمن الصلاة مختلف بينهما، وجدنا إمام المسجد الآخر قد بدأ درساً باللغة الأردية جلسنا وظننا أنها الخطبة ولكن بعد الدرس أذنوا ووقف نفس الرجل ليخطب من كتاب، فتكاد تفهم مايقول من كثرة الكلمات العربية فى الأوردو بينما كنا نستمع كانت أعين الناس تدور حولنا وبعضهم أشار الى رؤوسنا لأنها لم تكن مغطاة بطواقى كما هم جميعاً لذلك احضروا لنا طاقيتين احداهما من السعف والأخرى بلاستيكية فغطينا بهما الروؤس وبعض الهنود يربط منديلاً على رأسه وقد راقت لنا هذه الفكرة فى الجُمَع اللاحقة. بعد إنتهاء الخطبة يحث الأمام المصلين على النفقة ويقوم بتمرير طاقية يضع كل واحد فيها ماتجود به نفسه والجميل أن 90% من المصلين يستجيب لذلك كل جمعة!


    المؤسف أن حول المسجد قنوات الصرف الصحي المفتوحة التى تحدثنا عنها برائحتها النتنه والأسوء من ذلك أنك ترى الخنازير (أكرم الله القارئ) تخرج من تلك الخباثات ولا أدري لماذا هى هنا حول أحول أحياء المسلمين؟ومن يقوم بتربيتها؟!


    حركة المرور:


    كمعظم المستعمرات البريطانية فإن حركة المرور فى الهند يسار الشارع ، بينما يجلس السائق على يمينك، فتظل مرتبكاً مدة من الزمن حتى تتعود على هذا الوضع المقلوب عمّا فى بلادنا. الهنود يحبون السيارات الضغيرة وأكثر ماركة منتشرة هى Maruti Suzuki وبعدها التاتا TATA وكلاهما يصنع محلياً ولاتكاد تري غير هذين النوعين أما الشاحنات والبصات فمعظمها تاتا أيضاً وماأدراك ما تاتا؟ مؤسسة عملاقة تصنع شاى الحَب وأجهزة التكييف مرورا بالسيارات والشاحنات وأيضا الهواتف الجوّالة ولها شركة لخدمات الهاتف السيار. هناك أيضا وسيلة نقل محببة للهنود بل هى الأكثر شعبية الا وهى الموترسايكل أو البايك، فكثير من الأسر الهندية الصغيرة تستغلها حيث تجد الأب ممسكا عجلة القيادة وابنه الصغير أمامه والأبن الكبير فى الوسط والأم خلفه وتمسك بالرضيع! وهذا منظر أكثر من مألوف فى الهند ربما لايلفت إلا نظر القادمين الجدد. أما الركشه Rickshaw فحدّث ولا حرج فلربما وصل راكبوها الى أكثر من عشر أشخاص ولكنها أكبر قليلا من التى عندنا. وكما ذكرت سابقا فان جميع الشاحنات تكتب عبارتين فى الخلف لتنبيه السائق إذا ضايقك: الأولى تقول ان عليك استعمال البوري (Horn please) والثانية تقول استعمل النور الطويل والقصير فى الليل (use dipper at night) ولايتذمرون أبدا من هذا الوضع، لكن بسبب السرعة الزائده خاصةً لباصات المواصلات العامه فكثيرا ماتقرأ فى الصحف عن حوادث الحركة المميتة التى تتسبب فيها تلك الباصات.


    andnbsp;


    دلهى ونيودلهى:


    دلهي عاصمة الهند ويكاد يكون مركزها حول منطقة الحصن الأحمر Red Fort لكنها كبيرة لدرجة أنك كلما توغلت ظننت أن هذا هو مركز المدينة، وهناك أيضاً المسجد الجامع Jame Masjid وهو وماحوله من أسواق ومساكن تمثل مقر ومركز المسلمين الهنود وتلحظ التناقضات وأنت تتنقّل فى دلهي فهذه مبانِ كبيرة وعصرية وذات نوافذ زجاجية لامعة وعاكسة للضوء وبالقرب منها أكشاك الصفيح التى يسكنها الفقراء. أشد ما استغربت له هو اسطبل للحصين على جانب شارع رئيس بوسط العاصمة!


    هناك أيضاً منطقة كانوت بليس Cannought Place وهى عبارة عن دوائر (داخلية وخارجية) وفى وسطها وتحت الأرض سوق ومحطة لمترو دلهى ، السوق اسمه بليكا بازار إن لم تخني الذاكرة. وتلك المحلات الموجودة فى الدائرة الداخلية ذات فراندات وتذكرك بمنطقة السوق الأفرنجي فى الخرطوم! هذه المحلات تشمل متاجر الملبوسات المحلية والعالمية، المكتبات، والباعة المتجوّلون بما يعرضونه من روايات أجنبية تجذب السيّاح بأسعارها الرخيصة.


    توسعت دلهي فأصبحت تضم أيضاً نيودلهي ذات التخطيط الحديث والمبانِ العصرية ومقرات الشركات العالمية ولاتوجد بها تلك التناقضات اللافتة الموجودة فى دلهي.


    التعليم الجامعي ذو سمعة طيبة فى الهند عموماً ومامن حائط إلا وفيه ملصق يروّج لجامعة أو كلية أو معهد ما يقدمون مختلف ضروب المعرفة. الهنود يعتزون أيما اعتزاز بال Indian Institute of Technology ويختصرونها ،كعادتهم، بIIT ولهذه الIIT على ما أظن سبعة فروع فى مختلف أنحاء الهند وتعتبر من أعرق الجامعات التكنولوجية فى المنطقة فإذا قيل لك أن هذا الشخص خريّج IIT فقد انتهى الحديث لأن خريجيها معظمهم من النوابغ. أما عن الكتب والمراجع الجامعية فهى متوفرة بأبخس الأسعار وأضخم مرجع جامعي لا يتجاوز سعره ال 250 روبيه (الدولار=40 روبيه) وهناك سوق فى دلهى يقام كل يوم أحد به كتب ومراجع مفروشة على الأرض بطول 1كلم تقريباً والإزدحام فى أوجِه فمن طالبٍ تخطى مرحلة معينة ويريد أن يشترى مراجعاً للمرحلة التالية فتجده يبيع المراجع القديمة ليشترى الجديدة وهكذا.


    تاج محل:


    أحد عجائب الدنيا السبع ورمز الوفاء وقِبلة العُشّاق ذلك هو تاج محل الضريح الذى بناه شاه جاهان المغولي لزوجته ممتاز محل. يتقاطر السيّاح من كل حدبٍ وصوب نحوه ومن بين هؤلاء السيّاح تجد النُسَّاك الهندوس بأجسادهم نصف العارية وروائحهم النتِنة، تجدهم يتزاحمون ويموجون موج البحر حتى يتمكنوا من زيارة الضريح.


    لزيارة تاج ،كما يسميه الهنود، استيقظنا باكراً حيث مدينتنا تبعد عنه حوالي 250كلم وتحركنا عند الخامسة صباحاً بسيارة ماروتي صغيرة ووصلنا إلى مدينة ماثورة الدينية القديمة حوالي التاسعة صباحاً حيث تناولنا وجبة إفطار سريعة وتابعنا السير إلى مدينة أغرا ،المدينة التى فيها تاج محل، وماهى إلا أقل من ساعة حتى وصلنا التاج وصراحة كانت الرحلة متعبة جداً فبعد زيارة التاج تناولنا الغداء فى أحد المطاعم العريقة بالقرب منه وتحركنا راجعين إلى مدينتنا الواقعة شمال دلهى ب90كلم فكان علينا عبور دلهى لكن أنّى لنا ذلك وهذه ساعة الذروة والكل طالع من دوامه ليصل بيته المهم اجتزنا الزحام بعد ساعة من المكابدة وتعطل تكييف سيارتنا والجو رطب وكاتم كما نقول بالعامية. كان التاج يستحق كل العناء الذى أصابنا وأكثر لما فيه من مناظر وحدائق وبناء يسر الناظرين ونحت قرآنى يصوِّر سورة يس على جدران جميع مداخل التاج.


    الشاي والأكل:


    الهنود يتناولون الشاي بالحليب على مدار الساعة ولايتقيدون مثلنا بشاي الصباح وشاي المغرب فقط. أحياناً كثيرة يتناولون الساموسا (السامبوسة كما نسميها) وفى بعض الأحيان كيك أو بسكويت أو بلح شام مع الشاي. أما الأكل فيعتمد على البهار اعتماداً كلياً وللهنود أصناف مختلفة مثل الماسلا والبرياني والدال والخبز الذى يسمى روتي أو chapatti والحساءات المختلفة المكوّنة من الخضروات واللحوم. المطعم الهندي يميز تمييزاً واضحاً بين زبائنه النباتيينvegetarians وغير النباتيينnon-veg. وأعتقد أن بعض التعاليم الهندوسية تفرض على معتنقيها أن يكونوا نباتيين فقط. هذا التصنيف كان مريحاً جداً بالنسبة لنا كمسلمين، فلتفادي أكل الذبائح التى من الصعب معرفة طريقة ذبحها كنا نقول أننا نباتيين وبالتالي لا يأتونك بما يحتوى على اللحم إطلاقاً! ووصل بهم الأمر إلى البيرجر النباتي!


    من طرائف الأكل أن العمال الهنود تجدهم من الصباح الباكر يحملون عمدان تحتوي على وجبة إفطارهم والعمود الواحد يتكون من عدة طاسات تحتوى كل واحدة على صنف من الطعام وعندما يحين وقت الإفطار تراه وقد أدار وجهه نحو الحائط وبدأ بالتهام وجبته منفرداً وهذا منظر يومي فى جميع الأماكن التى بها تجمعات عمالية حتى المغتربين الهنود بدول الخليج يكررون نفس المنظر وكنت قد حكيت هذه القصة لصديق سوداني مقيم بدبي فوصفت له حجم طاسة العمود بأنها تشبه التى فى السودان فقال: لا إنها أكبر من علبة التونة بقيليل فانفجرت ضاحكاً ومستغرباً من دقة وصفه فهذا فعلاً هو الحجم الطبيعي لها!


    ختاماً هذا غيض من فيض آثرت فيه الإختصار وأتمنى ألا أكون قد أطلت عليكم وإلى لقاء قريب عبر رحلة أخرى.


    andnbsp;

                  

02-04-2013, 06:05 AM

Wael Jabir
<aWael Jabir
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 202

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    سلام الأخ محمود،

    شكرا على الموضوع الشيق و ياريت تستمر في نشر قصص النجاح الهندية، الهند من أكثر دول العالم معاناة من التنميط والعنصرية من قبل الآخرين وعلى الرغم من ذلك تسجل نجاحات اقتصادية و سياسية باهرة.

    الهند الآن أصبحت مع الصين أصبحت أهم الاقتصادات النامية و صارت قوة مؤثرة دوليا على كافة الأصعدة...

    ونحن لسه الواحد لما يوصفك بالغباء يقول ليك " إنت هندي؟"

    فياليت قومي يعلمون...

    تحياتي...
                  

02-04-2013, 06:05 AM

Wael Jabir
<aWael Jabir
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 202

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    سلام الأخ محمود،

    شكرا على الموضوع الشيق و ياريت تستمر في نشر قصص النجاح الهندية، الهند من أكثر دول العالم معاناة من التنميط والعنصرية من قبل الآخرين وعلى الرغم من ذلك تسجل نجاحات اقتصادية و سياسية باهرة.

    الهند الآن أصبحت مع الصين أصبحت أهم الاقتصادات النامية و صارت قوة مؤثرة دوليا على كافة الأصعدة...

    ونحن لسه الواحد لما يوصفك بالغباء يقول ليك " إنت هندي؟"

    فياليت قومي يعلمون...

    تحياتي...
                  

02-04-2013, 06:24 AM

الطاهر عثمان
<aالطاهر عثمان
تاريخ التسجيل: 03-09-2007
مجموع المشاركات: 141

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: Wael Jabir)

    الغريبة البيت الغالي ده شين خلاص ما عجبني

    بالنسبة للهنود زاملناهم في العمل سنين عددا
    عندهم قوة تحمل غير عادية في العمل _ شعب عريق ونكن لهم كل احترام
                  

02-04-2013, 07:52 AM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: الطاهر عثمان)

    الأخ وائل عليكم السلام ورحمة الله
    فعلاً الهندي صبر وثابر واجتهد فوصل لما يريد رغم التنميط والعنصرية والمهانة التي تعرّض لها..... الآن الهنود يجنون ثمر اجتهادهم، لف العالم كلو وستجدهم اكاديميين ذوي درجات رفيعة، أطباء مرموقون، مهندسون استشاريون، عمال مهرة وفنيين على أرقى مستوى.... شبابهم طموح ومواكب .... لأبعد ماتتصور ويتطلع دائما للتطور والتأهيل
    شكرا على مرورك وتابع معنا ان شاء الله
                  

02-04-2013, 07:59 AM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    Quote: الغريبة البيت الغالي ده شين خلاص ما عجبني

    بالنسبة للهنود زاملناهم في العمل سنين عددا
    عندهم قوة تحمل غير عادية في العمل _ شعب عريق ونكن لهم كل احترام

    الاخ الطاهر ، شكرا على المرور.....
    والله بصراحه انا زاتي الشكل الخارجي ما عجبني لكن يبدو أنه من الداخل تحفه وجنه...
    نعم الهند شعب عريق ومحترم ومجتهد
    شكرا مره أخرى
                  

02-04-2013, 08:09 AM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    تابعوا هذا الفديو لتعرفو عبقرية الهنود الصغار! في التكنولوجيا
                  

02-04-2013, 08:14 AM

Amin Tayson
<aAmin Tayson
تاريخ التسجيل: 01-07-2013
مجموع المشاركات: 57

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)


    تسلم يا حوته علي السرد الشيق

    قاعدين ومتابعين

    ومستمتعين




    Quote: فعلاً الهندي صبر وثابر واجتهد فوصل لما يريد رغم التنميط والعنصرية والمهانة التي تعرّض لها

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    تنميط يعني شنو ؟
                  

02-04-2013, 04:35 PM

Hani Arabi Mohamed
<aHani Arabi Mohamed
تاريخ التسجيل: 06-25-2005
مجموع المشاركات: 3515

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: Amin Tayson)

    شكراً جزيلاً على الموضوع الممتع.

    تجربتي البسيطة في الهند علّمتني الكثير. في ذلك العام جاءني القبول لكورس البوست قرادويت في بونا - لدى (I2IT) http://www.isquareit.ac.in/

    خرجت وأنا أضع صورة ذهنية تقليدية مبدأها طاش ما طاش وآخرها صديق ورفيق الذين نراهم أمامنا.

    نزلتُ مطار مومباي ولم يسرّني المنظر. خرجت بعدها إلى الطريق السريع بين مومباي وبونا وبدأت نظرتي تتغير. فالطريق مصمم بطريقة احترافية ويخترق طبقات من الجبال والمرتفعات. وترى بجانبي الطريق جوانب من الطريق القديم الذي كان في المكان.

    وصلتُ إلى "هنجوادي" فوجئت بقرية صغيرة تفتقر إلى كل الخدمات الأساسية ... وبدأت أسائل نفسي: هل سأبقى هنا؟ هل سأدرس هنا في هذا المكان ؟ جاءتني الإجابة سريعة ... في طرف هنجوادي تلوح مدينة من الاسمنت والزجاج قالوا لي أن هذه "بونا آي تي بارك" حيث توجد الكلية التي ستدرس فيها ... حمدت الله ....


    خلال العام الأول تغيّرت هنجوادي كثيراً ... فمن قرية تفتقر إلى أي من الخدمات الأساسية .... انتعشت القرية بسبب الآي تي بارك .... تم توصيل الكهرباء .... والمياه والهاتف وإنارة كامل الطرق الداخلية وسفلتتها وتمّت إقامة ثلاث كباري طائرة على شارع بونا مومباي القديم (ليس الشارع الذي جئت به من مومباي في يومي الأول) .... وتغيّر وجه القرية ..... رأيت كيف يبني الإنسان الهندي نفسه . ....

    رأيت كيف تعلّم بائع البقالة اللغة الإنجليزية بطلاقة خلال ثلاثة أشهر ليتمكن من التعامل مع الزبائن الجدد الذين أتت بهم "بونا آي تي بارك" .... رأيت كيف تطور شعب هنجوادي بسرعة غريبة ....

    رأيت كيف يقف عامل هندي نحيل وحيداً ليكسر احجاراً وأحجاراً لرصف طريق ... نفس هذه الأحجار في بلادي تحتاج إلى ماكينتي "كسارة" ولودر وقريدر وقلاب لإكمال نفس المهمة التي يكملها عامل هندي نحيل واحد بمطرقة فقط وثلاثة أطباق من الرز خلال يوم كامل.

    :)
    ما رأيته في الهند أكبر من أن يوصف. .... تعايش ديني وتفاهم وتكامل بين ملايين من البشر يعيشون في حيّز ضيق ويسعون لتجنب المشاكل بقدر ما يمكن. .... شعب يقدّس العمل لأن العمل يعني الحياة ... وبدون عمل ... الموت هناك سهل. ....

    أتمنى لو تمكّن كل سوداني من زيارة بونا والبقاء فيها لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر .... سيستفيد كثيراً .... شرط أن يتجنّب "الحلّة"
                  

02-04-2013, 07:07 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: Hani Arabi Mohamed)

    أمين شكرا للمرور والمتابعة
    Quote: تنميط يعني شنو ؟

    يعني كلمة بتاعت مثقفاتيه ساااي :) :)
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الأخ هاني عربي
    لك وافر الشكر علي ما كتبت ونحتاج لك وكل الذين درسوا في الهند (شمالها، جنوبها، وسطها ..الخ) لتوثقوا لنا ما شاهدتم
    لك التحية مرة أخرى
                  

02-04-2013, 07:23 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    الصحفي الامريكي الشهير توماس فريدمان له كتاب ممتع اسمو the world is flat أثنى فيه على الهنود جدا من حيث التعليم والتكنلوجيا والoutsourcing والsupply chains وال call centers..الخ وهذا الكتاب جدير بالقراءة وسأقوم بوضع الرابط قريبا ان شاء الله
                  

02-04-2013, 07:51 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    مقتبس من كتاب فريدمان
    Quote: ONE
    While I Was Sleeping

    No one ever gave me directions like this on a golf course before: "Aim at either
    Microsoft or IBM." I was standing on the first tee at the KGA Golf Club in downtown
    Bangalore, in southern India, when my playing partner pointed at two shiny
    glass-and-steel buildings off in the distance, just behind the first green. The
    Goldman Sachs building wasn't done yet; otherwise he could have pointed that out as
    well and made it a threesome. HP and Texas Instruments had their offices on the back
    nine, along the tenth hole. That wasn't all. The tee markers were from Epson, the
    printer company, and one of our caddies was wearing a hat from 3M. Outside, some of
    the traffic signs were also sponsored by Texas Instruments, and the Pizza Hut
    billboard on the way over showed a steaming pizza, under the headline "Gigabites of
    Taste!"
    No, this definitely wasn't Kansas. It didn't even seem like India. Was this the New
    World, the Old World, or the Next World?
    I had come to Bangalore, India's Silicon Valley, on my own Columbus-like journey of
    exploration. Columbus sailed with the Nina, the Pinta, and the Santa Maria in an effort
    to discover a shorter, more direct route to India by heading west, across the Atlantic,
    on what he presumed to be an open sea route to the East Indies-rather than going south
    and east around Africa, as Portuguese explorers of his day were trying to do. India
    and the magical Spice Islands of the East were famed at the time for their gold, pearls,
    gems, and silk-a source of untold riches. Finding this shortcut by sea to India, at
    a time when the Muslim powers of the day had blocked the overland routes from Europe,
    was a way for both Columbus and the Spanish monarchy to become wealthy and powerful.
    When Columbus set sail, he apparently assumed the Earth was round, which was why he
    was convinced that he could get to India by going west. He miscalculated the distance,
    though. He thought the Earth was a smaller sphere than it is. He also did not anticipate
    running into a landmass before he reached the East Indies. Nevertheless, he called
    the aboriginal peoples he encountered in the new world "Indians." Returning home,
    though, Columbus was able to tell his patrons, King Ferdinand and Queen Isabella,
    that although he never did find India, he could confirm that the world was indeed
    round.
    I set out for India by going due east, via Frankfurt. I had Lufthansa business class.
    I knew exactly which direction I was going thanks to the GPS map displayed on the
    screen that popped out of the armrest of my airline seat. I landed safely and on
    schedule. I too encountered people called Indians. I too was searching for the source
    of India's riches. Columbus was searching for hardware-precious ####ls, silk, and
    spices-the source of wealth in his day. I was searching for software, brainpower,
    complex algorithms, knowledge workers, call centers, transmission protocols,
    breakthroughs in optical engineering-the sources of wealth in our day. Columbus was
    happy to make the Indians he met his slaves, a pool of free manual labor.
    I just wanted to understand why the Indians I met were taking our work, why they had
    become such an important pool for the outsourcing
                  

02-05-2013, 08:58 AM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)
                  

02-05-2013, 09:03 AM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    وجه من عبقرية الهنود

    محمد الرميحي*

    Quote: هل الهند تريد أن تلحق بالصين وتتفوق عليها، وهي الدولة المحاذية لها وكثيرة الخلاف معها؟ أم تريد أن تتفوق على الباكستان،وهي أيضا دولة مجاورة وبينها وبين الهند قضايا عالقة منذ دهر من السنين؟ أم إن الهند تريد اللحاق بالغرب ما بعد الصناعي، بعد أن تهيأت لها أسباب امتلاك التقنية الحديثة والتنمية المتسارعة ؟ تلك المقولات التي يتناولها الكتاب نقاشا كل من زاويته، كلما تناولوا الشأن الهندي.

    أيا كانت النوايا، فإن الهند تتصرف إعلاميا بذكاء يلفت النظر، وهو الموضوع الذي أريد أن أتناوله هنا. الفكرة التي أوحت لي بهذا التناول هو مشاهدتي فيلما سينمائيا طويلاً ناطقاً بالإنجليزية، على شاكلة أفلام هوليوود الكبيرة،وهو إنتاج هندي أمريكي مشترك، يحمل عنوان (زوج وتعصب)، يعرض في صالات العالم المختلفة هذه الأسابيع التي تسبق الصيف، أو هو من بشائر الصيف، العنوان ملعوب فيه لفظا من عنوان قصة شهيرة للكاتب الإنجليزي تشارلز ديكنز ( اعتزاز وتعصب) والكلمتان (زوج) و (اعتزاز أو فخر) متقاربتان بالإنجليزية.

    قصة الفيلم شبه تقليدية، فهي قصة حب، ولكن البيئة التي تدور فيها القصة، هي بيئة المهاجرين الهنود في أوروبا وفي الولايات المتحدة، الذين يعود شبابهم إلى الهند باحثين عن زوجة مناسبة،متسلحين بالثروة و المال لإغراء الصبايا وعائلاتهن بالتغريب و السفر، حيث إن الزوجة الغربية لا تناسب (عادات وتقاليد ) يريد أن يحتفظ بها الشباب الهندي في المهجر .

    إلا أن المشكلات المختلفة التي تظهر بين عائلات البنات المرشحات للزواج، خاصة الأمهات اللاتي يرغبن في تزويج بناتهن أزواجا مرتاحين ماليا. وبين عنفوان البنت المتعلمة التي ترفض أن تباع في سوق المزايدات، يتصاعد الصراع السينمائي وتتطور الحبكة لتتيح للمشاهد المقارنة و المقاربة لما يريد الفيلم أن يقول،وهو يريد أن يقول الكثير عن الهند البلد و الهند البشر.

    القصة ليست هي المهمة، و لكن المهم والذي لفت نظري، وأعتقد أنه المقصود كليا بالفيلم السينمائي هذا، هو تقديم الثقافة الهندية المعاصرة على أنها ثقافة حديثة اختلف عما كانت عليه في السابق، فهذه البلاد الواسعة ذات الثقافات المتعددة، استطاعت أن تنشئ طرقا للعيش المشترك بين أبناء الهند بشكل مسالم وناجح رغم التعددية العرقية والمذهبية والدينية واللغوية، وفي هذا المقام لم تعد التقاليد الهندية الأسرية السابقة والتي كانت لها ممارسات سلبية مثل تزويج البنات الصغيرات، أو السماح ( بانتحار) الأرملة بعد وفاة زوجها،أو بفرض التراتب الاجتماعي الفظ بين فئات الناس، لم تعد كل تلك الممارسات موجودة أو مقبولة،وأن المجتمع الهندي قد دخل العولمة محتفظا بأفضل ما لديه من قيم،متخلصا من الممارسات و القيم القديمة غير المناسبة،إنه مجتمع عصري تتصرف فيه البنات كما يتصرف فيه الرجال بحضارية، ربما تفوق الحضارية الممارسة في بعض قطاعات المجتمع الغربي.

    الموسيقى والرقصات الهندية التقليدية الجميلة كانت هي الخلفية التي قام عليها الفيلم للتشويق، وسعت هذه الخلفية لإشباع المتعة البصرية و السمعية للمشاهد.
    أما الرسالة السياسية في الفيلم فلم تكن بعيدة عن اكتشاف المتابع الفطن، فالأحداث ،أو جزء منها، تنتقل من مناظر السياحة في بلد جميل مثل منتجع كيرلا الهندي، إلى منطقة مهمة وحساسة هي معبد باربري الذي يأتي ذكره في نسيج الفيلم،و هو المكان الذي دار حوله صراع بين مسلمي الهند و الهندوس في سنوات ماضية،وكلف ذلك الصراع الهند كثيرا من رأس المال السياسي،ثم إلى مدينة لندن وغرب الولايات المتحدة،فهو فيلم مصمم لمشاهد عالمي.

    خلفية الصورة و الرسالة الأعمق،أن فيلما سينمائيا جديا قد يغني عن الكثير من الكلام و الترويج لبلد أو لفكرة،وهذا ما فعله هذا الفيلم بالضبط للهند،وهو الترويج المتميز للهند الجديدة، الأمر الذي لم تنتبه بعد إليه الثقافة العربية للاستفادة من هذا الوسيط الرائع ( السينما) الذي يمكن أن يغير صورة نمطية لشعب من الشعوب، ويقلب الأفكار الثابتة السلبية لدى البعض إلى عكسها عند الجمهور المتلقي.

    في زيارة لإيران قبل سنوات كان اللقاء المقرر مع السيد ناطق نوري،وكان وقتها رئيسا للبرلمان الإيراني، و الذي كان مرشحا أمام السيد خاتمي في الدورة الانتخابية الأولى التي خاضها خاتمي،قال لنا في اللقاء،ونحن مجموعة من العاملين في الثقافة، قال: إن فيلما سينمائيا جيدا خير من مئة خطيب مفوه!

    أردت أن أشير إلى قول السيد ناطق نوري، كي أصل إلى النتيجة المنطقية وهي أنه وهو المصنف من ( المحافظين) قد انتبه لأهمية هذا الوسيط ( السينما) لإرسال الرسائل في عالم اليوم، الذي يوصف إنسانه بأنه متلق سريع للإشارات البصرية،وقد تقنعه هذه الإشارات أكثر من ألف كلمة بليغة.

    لهذا السبب فقد كسبت إيران على هذا الصعيد الكثير من الأرض الإعلامية الدولية،ولعلي أشير هنا إلى فيلم سينمائي إيراني كسب أكبر جائزة سينمائية في مونتريال أخيرا،وكان عنوان الفيلم ( لون الجنة) . ويعمل السينمائيون الإيرانيون بأدوات بسيطة غير معقدة، بل إن بعضهم لا يملك أكثر من كاميرا وبضعة ممثلين، ولكنهم يملكون الأهم، وهو الفكرة التي تجلب المشاهد. وفي مجال آخر، فإن الأفلام القليلة التي أنتجها السينمائيون الفلسطينيون، بشكل جاد وحديث قد وضعت القضية الفلسطينية على بساط البحث العالمي، أكثر مما فعلته آلاف التظاهرات العربية التي تجوب شوارعنا حاملة الشعار الأبله ( بالروح بالدم..) وهو شعار غبي على كل حال.

    لقد بدأ بحث القضية الفلسطينية على صعيد جدي بعد أن أنتج ووزع الفيلم الجديد (الذي يعرض حاليا في دور السينما العالمية) وهو فيلم ( مملكة الجنة) الذي يتحدث عن الصراع على فلسطين إبان الحروب الصليبية،ولقد ناقشته الصحافة العربية بتصورات متناقضة،بعضها مادح والآخر قادح، إلى درجة تسفيه الممثل العربي الذي قام بدور صلاح الدين،و لكن الأهم أن مملكة الجنة،طرح من جديد على ملايين المشاهدين قضية ساخنة هي القضية الفلسطينية،بأكثر مما استطاع الإعلام العربي مجتمعا منذ قيام دولة إسرائيل أن يفعل،رغم كل الصياح من الحناجر!

    الفن السابع في بلادنا العربية، أصبح في أحسن أحواله قصصاً تمثل على الشاشة مكررة، تخاطب الغرائز، وتعزز من القيم الخاملة،ونخاطب بعضنا بعضا من خلالها في بله شديد، حتى أفلام السينما المصرية التي كانت شبه رائدة لم يعد لها ريادة اليوم في عالم العولمة المزدحم بالتنافس، بل إن إنكار الكثير منها بأنها مكررة تعزز من قيم سلبية،هو الرأي السائد لدى المتابعين و المعلقين السينمائيين الجادين.

    تُرى هل تخلفنا عن الاستفادة من قدرة هذا الفن الرفيع على التأثير وتقديم قضايانا من خلاله، ليس بطريقة مباشرة فجة،ولكن بطريقة هذا الفيلم الهندي العالمي الذي وصفت، هل هو بسبب عدم قناعة لدى كثير منا بأهمية هذا الفن و تأثيره،أم هو عداء للفن الجميل متأصل في ثقافتنا، أم هو في الأصل قصور رأس المال العربي عن القيام بمهمته في هذا المجال؟

    عندما أشاهد هذا الكم الهائل في التسابق لإنشاء الفضائيات العربية أسأل نفسي ترى ما الذي جعل رأس المال العربي يسعى جاهدا في هذا المجال،ولا يتلفت إلى وسيلة هي في عطائها الحضاري أكثر و أكبر؟

    إنها تساؤلات أرجو أن أسمع من بعض المهتمين من أهلنا إجابة عنها أو مشاركة حولها.
                  

02-05-2013, 09:23 AM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    ابحثوا في التجربة الهندية
    عبد الرحمن الراشد - الشرق الاوسط

    Quote: يزور مائة من الشخصيات السعودية من مسؤولين حكوميين ورجال أعمال الهند بحثا عن الحقيقة في نجاح الهنود الذي صار قصة عالمية. وقد تقاطرت الوفود العربية على هذه الدولة التي كانت الى قبل زمن قصير محط نظرة دونية لفقرها وتخلفها وعجزها، وإن كانت دائما محل إعجاب بسبب استقرارها السياسي رغم تنوعها الديني وضخامة سكانها ومساحتها.

    ما السر في البعث الجديد والنهضة الهندية؟

    قرأت الكثير من التشخيص للحالة الهندية للعشر سنوات الماضية التي أثارت إعجاب الكثيرين لنجاحها السريع. بعضهم تحدث عن معالجة الدولة نفسها بالتخلص من الكثير من القوانين البيروقراطية والاشتراكية التي كانت سببا في العجز الدائم. وبعضهم أشار الى ان الهند اختارت طريق القطاع الخاص وشجعته رسميا، فكان هو المخلص بعكس الصين التي تقود الحكومة بنفسها قصة النجاح. والبعض رأى أن تركيز الهند على التطوير التقني جعلها تحدد الطريق الأفضل والأسرع، مما أضافها الى قائمة الدول التقنية المهمة دوليا. وأخيرا قرأت مقالا في مجلة النيوزويك قال إن السر يكمن في الاهتمام الجديد بالتعليم. وذكر تقريرها ان الحكومة فتحت المجال تحديدا أمام التعليم الخاص وشجعته لكل المراحل، فصار قائد المرحلة الجديدة، حتى ان الفقراء أيضا يرسلون أولادهم الى المدارس الخاصة التي تكلف بعضها في الشهر أقل من ثلاثة دولارات للطالب وتقدم تعليما أفضل من التعليم الحكومي. التعليم بدوره ركز على حاجات السوق كالتقنية التي صارت من أعمدة الازدهار الهندي.

    ولا أدري إن كان أهلنا السعوديون ذهبوا هناك فقط لبيع النفط وتبادل العقود التجارية مع الشركات الهندية أم انهم سينظرون في القصة الهندية التي تعكس بنجاحها مرآة لفهم عجزنا عن الانطلاق بعيدا.

    لقد حث الكثيرون منا على الاصلاح التعليمي لأنه المفتاح الحقيقي لأي تطور، ونحن نعلم جيدا أن الاتكال على براميل النفط أسوأ سياسة يمكن لأي حكومة ان تعتمدها، حيث رأينا ما أصابنا في مطلع الثمانينات عندما انهارت الأسعار وخسف بالمداخيل الحكومية، والقصة يمكن أن تتكرر لأسباب مختلفة.

    التعليم في بلادنا العربية عموما هو أم المشاكل، والحكومات لم تفعل بعد ما يجب فعله من إصلاح في المناهج والأنظمة وفق خطة هدفها تطوير قدرات الطلاب وبالتالي إنجاح البلد نفسه. لقد ضاع عمر طويل من الجدل العقيم، والتردد الحذر، والإصلاحات الشكلية والجزئية، وتسيس النقاش، في حين ان المطلوب هو تمكين الطالب من ان يخرج قادرا على أن يؤدي عملا مطلوبا وناجحا. وأمامنا في العالم الفسيح الكثير من الانظمة التعليمية الدولية المختلفة الناجحة التي يمكن استنساخها إن كنا لا نستطيع أن نستنبط حلولا عملية لأنفسنا. فالتعليم الخاص لدينا، على سبيل المثال، حوصر بكثرة القوانين والملاحقات الادارية وفرض النمط التعليمي الحكومي الواحد.

    وما الإعجاب بنجاح التجربة الهندية إلا لأنها ولدت في أوضاع صعبة وشبه مستحيلة بخلاف أوضاعنا الهينة نسبيا نظرا لصغر عدد سكاننا وكثافة مدخولنا المالي ووجود سوق ناجحة قادرة على أن تستفيد من التعليم الناجح.
                  

02-05-2013, 10:26 AM

Wael Jabir
<aWael Jabir
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 202

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: Hani Arabi Mohamed)

    سلام يا حبيبنا هاني، إن شاء الله أمورك كلها طيبة.

    Quote: شكراً جزيلاً على الموضوع الممتع.

    تجربتي البسيطة في الهند علّمتني الكثير. في ذلك العام جاءني القبول لكورس البوست قرادويت في بونا - لدى (I2IT) http://www.isquareit.ac.in/

    خرجت وأنا أضع صورة ذهنية تقليدية مبدأها طاش ما طاش وآخرها صديق ورفيق الذين نراهم أمامنا.

    نزلتُ مطار مومباي ولم يسرّني المنظر. خرجت بعدها إلى الطريق السريع بين مومباي وبونا وبدأت نظرتي تتغير. فالطريق مصمم بطريقة احترافية ويخترق طبقات من الجبال والمرتفعات. وترى بجانبي الطريق جوانب من الطريق القديم الذي كان في المكان.

    وصلتُ إلى "هنجوادي" فوجئت بقرية صغيرة تفتقر إلى كل الخدمات الأساسية ... وبدأت أسائل نفسي: هل سأبقى هنا؟ هل سأدرس هنا في هذا المكان ؟ جاءتني الإجابة سريعة ... في طرف هنجوادي تلوح مدينة من الاسمنت والزجاج قالوا لي أن هذه "بونا آي تي بارك" حيث توجد الكلية التي ستدرس فيها ... حمدت الله ....


    خلال العام الأول تغيّرت هنجوادي كثيراً ... فمن قرية تفتقر إلى أي من الخدمات الأساسية .... انتعشت القرية بسبب الآي تي بارك .... تم توصيل الكهرباء .... والمياه والهاتف وإنارة كامل الطرق الداخلية وسفلتتها وتمّت إقامة ثلاث كباري طائرة على شارع بونا مومباي القديم (ليس الشارع الذي جئت به من مومباي في يومي الأول) .... وتغيّر وجه القرية ..... رأيت كيف يبني الإنسان الهندي نفسه . ....

    رأيت كيف تعلّم بائع البقالة اللغة الإنجليزية بطلاقة خلال ثلاثة أشهر ليتمكن من التعامل مع الزبائن الجدد الذين أتت بهم "بونا آي تي بارك" .... رأيت كيف تطور شعب هنجوادي بسرعة غريبة ....

    رأيت كيف يقف عامل هندي نحيل وحيداً ليكسر احجاراً وأحجاراً لرصف طريق ... نفس هذه الأحجار في بلادي تحتاج إلى ماكينتي "كسارة" ولودر وقريدر وقلاب لإكمال نفس المهمة التي يكملها عامل هندي نحيل واحد بمطرقة فقط وثلاثة أطباق من الرز خلال يوم كامل.

    :)
    ما رأيته في الهند أكبر من أن يوصف. .... تعايش ديني وتفاهم وتكامل بين ملايين من البشر يعيشون في حيّز ضيق ويسعون لتجنب المشاكل بقدر ما يمكن. .... شعب يقدّس العمل لأن العمل يعني الحياة ... وبدون عمل ... الموت هناك سهل. ....

    أتمنى لو تمكّن كل سوداني من زيارة بونا والبقاء فيها لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر .... سيستفيد كثيراً .... شرط أن يتجنّب "الحلّة"


    أكيد ليس من رأى كمن سمع ومافي أحسن من شهادة من زار الهند و درس و عاش فيها.... إلا "الحلّة" دي حنكها شنو؟؟

    تحياتي
                  

02-05-2013, 10:26 AM

Wael Jabir
<aWael Jabir
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 202

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: Hani Arabi Mohamed)

    سلام يا حبيبنا هاني، إن شاء الله أمورك كلها طيبة.

    Quote: شكراً جزيلاً على الموضوع الممتع.

    تجربتي البسيطة في الهند علّمتني الكثير. في ذلك العام جاءني القبول لكورس البوست قرادويت في بونا - لدى (I2IT) http://www.isquareit.ac.in/

    خرجت وأنا أضع صورة ذهنية تقليدية مبدأها طاش ما طاش وآخرها صديق ورفيق الذين نراهم أمامنا.

    نزلتُ مطار مومباي ولم يسرّني المنظر. خرجت بعدها إلى الطريق السريع بين مومباي وبونا وبدأت نظرتي تتغير. فالطريق مصمم بطريقة احترافية ويخترق طبقات من الجبال والمرتفعات. وترى بجانبي الطريق جوانب من الطريق القديم الذي كان في المكان.

    وصلتُ إلى "هنجوادي" فوجئت بقرية صغيرة تفتقر إلى كل الخدمات الأساسية ... وبدأت أسائل نفسي: هل سأبقى هنا؟ هل سأدرس هنا في هذا المكان ؟ جاءتني الإجابة سريعة ... في طرف هنجوادي تلوح مدينة من الاسمنت والزجاج قالوا لي أن هذه "بونا آي تي بارك" حيث توجد الكلية التي ستدرس فيها ... حمدت الله ....


    خلال العام الأول تغيّرت هنجوادي كثيراً ... فمن قرية تفتقر إلى أي من الخدمات الأساسية .... انتعشت القرية بسبب الآي تي بارك .... تم توصيل الكهرباء .... والمياه والهاتف وإنارة كامل الطرق الداخلية وسفلتتها وتمّت إقامة ثلاث كباري طائرة على شارع بونا مومباي القديم (ليس الشارع الذي جئت به من مومباي في يومي الأول) .... وتغيّر وجه القرية ..... رأيت كيف يبني الإنسان الهندي نفسه . ....

    رأيت كيف تعلّم بائع البقالة اللغة الإنجليزية بطلاقة خلال ثلاثة أشهر ليتمكن من التعامل مع الزبائن الجدد الذين أتت بهم "بونا آي تي بارك" .... رأيت كيف تطور شعب هنجوادي بسرعة غريبة ....

    رأيت كيف يقف عامل هندي نحيل وحيداً ليكسر احجاراً وأحجاراً لرصف طريق ... نفس هذه الأحجار في بلادي تحتاج إلى ماكينتي "كسارة" ولودر وقريدر وقلاب لإكمال نفس المهمة التي يكملها عامل هندي نحيل واحد بمطرقة فقط وثلاثة أطباق من الرز خلال يوم كامل.

    :)
    ما رأيته في الهند أكبر من أن يوصف. .... تعايش ديني وتفاهم وتكامل بين ملايين من البشر يعيشون في حيّز ضيق ويسعون لتجنب المشاكل بقدر ما يمكن. .... شعب يقدّس العمل لأن العمل يعني الحياة ... وبدون عمل ... الموت هناك سهل. ....

    أتمنى لو تمكّن كل سوداني من زيارة بونا والبقاء فيها لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر .... سيستفيد كثيراً .... شرط أن يتجنّب "الحلّة"


    أكيد ليس من رأى كمن سمع ومافي أحسن من شهادة من زار الهند و درس و عاش فيها.... إلا "الحلّة" دي حنكها شنو؟؟

    تحياتي
                  

02-05-2013, 11:37 AM

أيمن محمود
<aأيمن محمود
تاريخ التسجيل: 01-14-2013
مجموع المشاركات: 4940

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: Wael Jabir)

    بوست جميل ،، احكوا لنا عن الهند
    شكرا يا محمود
                  

02-05-2013, 12:17 PM

الزاكى عبد الحميد
<aالزاكى عبد الحميد
تاريخ التسجيل: 12-09-2005
مجموع المشاركات: 895

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: أيمن محمود)

    في منتصف سبعينيات القرن الماضي كنت ضمن مجموعة
    من صحافيي أفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية الذين رتبتْ
    لهم الهند زيارة لمحطة ترابور النووية وهي تتصدى للتحدي المفروض عليها
    آنذاك من الدول الغربية لإرغامها (أي الهند) على التوقيع على معاهدة عدم
    انتشار الأسلحة النووية ..الذهول كان هو سيد الموقف من التطور التقني الذي
    كانت-هذه الدولة التي تعمل في صمت واقتدار-قد بلغته..
    شكراً محمود على البوست القيم..
    ففي النظر في تجارب الآخرين تلقيح للعقول
    ...
                  

02-06-2013, 12:05 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: الزاكى عبد الحميد)

    أيمن مشكور على المرور ومعكم ننتظر مزيد من الحكاوي

    الزاكى عبد الحميد...... شكرا على اضافاتك القيمه
                  

02-12-2013, 07:09 AM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    لتلخيص كل ماذكرنا عن الهند تفضلوا بمشاهدة هذا البرنامج الممتع (مصانع عملاقة - تاتا نانو) --- والداير الفديو كامل بجودة HD يراسلني
    دا الجزء الأول من اليوتيوب وستجد لنك لبقية الاجزاء على يمينك


                  

02-12-2013, 10:32 AM

مدثر صديق
<aمدثر صديق
تاريخ التسجيل: 04-30-2010
مجموع المشاركات: 3896

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    سلام محمود
    مواضيع ممتازة...


    لكن البيت شكلوا شين عديل كده...
                  

02-12-2013, 02:07 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: مدثر صديق)

    تسلم يا أخ مدثر على الإطراء البيت دا فهمو من الداخل أظن ..... لأنو من الخارج كم نفر قالوا شين
                  

02-25-2013, 06:15 PM

محمود سيد أحمد

تاريخ التسجيل: 01-25-2013
مجموع المشاركات: 147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: عن الهند والهنود نحكي --- قصص ونجاحات وأشياء أُخَر (Re: محمود سيد أحمد)

    دعاية هندية رائعه تحكي عن تغيير اسم بنك

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de